قسمت الأقباط لفريقين وحذرت من "دغدغة" مشاعر الشباب المسلم ببيانات تحريضية..
طالبت الجماعة الإسلامية بتعزيز دور الدولة ومؤسساتها فى معالجة الملف الطائفى، والتعامل بمزيد من الرشد والعقلانية فى القول والفعل، وكذلك عدم تحميل جموع الأقباط أقوال وتصرفات تطرف الفريق الكنسى، مشددين على أن البعض وجد الفرصة لترويج خطاب تصادمى يحث الشباب المسلم على الانتقام مما حدث لكاميليا شحاتة ومن قبلها وفاء قسطنطين وغيرهما.
قسمت الجماعة الأقباط إلى فريقين، عموم أقباط مصر، وهم مقهورون نفسياً وإنسانياً ويعانون من مشاكل أسرية ضخمة عجزت الكنيسة عن حلها، ويحتاجون إلى من ينقذهم من حالة الاختطاف التى باتوا فيها، ولن يكون ذلك إلا بالمعاملة الحسنة وإبراز الوجه المشرق للإسلام فى حفظه لحقوق غير المسلمين الاعتقادية والآدمية بصنوفها شتى، والفريق الآخر هم من وصفتهم الجماعة بأنهم قادة التطرف الكنسى الأرثوذكسى، الذين استطاعوا من خلال خطاب كنسى وصفوه بالمتطرف، تسميم العلاقة بين طرفى الأمة والوصول بها إلى أدنى مستوياتها منذ عقود طويلة.
وأكدت الجماعة الإسلامية عبر مقال بعنوان "الحركة الإسلامية.. والفتن الطائفية"، عبر موقعها الإلكترونى أنه من الواجب على الحركة الإسلامية وعموم المسلمين عدم تحميل الفريق الأول أقوال وتصرفات الفريق الثانى، وأشارت إلى أن الذين يستهويهم دغدغة مشاعر الشباب المسلم وإثارة مشاعرهم من خلال بيانات تحريضية مسكونة بالدمار، يؤدون خدمة جليلة للخطاب الكنسى المتطرف، سواء دروا أم لم يدروا، وذلك بدفع المجتمع القبطى للمزيد من الانعزال خلف أسوار الكنائس، كما أنه يعزز من ادعاءات الاضطهاد المزعوم للأقباط أمام المجتمع الدولى، مما يدفع الأخير لممارسة الضغوط على مصر للتنازل فى هذا الشأن لصالح المشروع الطائفى الانعزالى.
وذكر سمير العركى أحد قيادات الجماعة الإسلامية أن الخطاب الصدامى يحتوى على العديد من المخالفات الشرعية والمفاسد الواقعية، منها، أن تحميل أقباط مصر ما يفعله فريق من الكهنة والقساوسة إجراء خاطئ يخالف ما عرف فى الإسلام بشخصية العقوبة،وأضاف أن أقباط مصر ليسوا أتباع كنيسة واحدة، ويتبعون الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية، والأخيرتان بعيدتان كل البعد عن حالة الاحتقان الطائفى.
وأضاف فى مقاله أن الدولة مازالت هى الوحيدة رغم الانتقادات التى توجه إليها فى هذا الشأن تحديداً، القادرة على معالجة حالة التوتر الطائفى بانفلاتاتها بما تملكه من قوانين ومؤسسات قادرة على إنفاذ هذه القوانين متى شاءت الدولة، مشددا على أن تحريض البعض لعموم المسلمين للقيام بهذا الدور، معناه الفوضى والتخريب، مشيرا إلى أن الكثير من الأقلام الشريفة استطاعت فضح المخطط الطائفى وتداعياته المخيفة بحملتها السلمية ضده، والخروج عن هذا النهج السلمى معناه أن يكسب معسكر التطرف أرضية وشرعية جديدة، وتضيع كل المعانى التى كافحت تلك الأقلام من أجل إبرازها وتحريرها.