Admin Admin
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 147 نقاط : 5561 تاريخ التسجيل : 15/09/2010 العمر : 34 الموقع : يسوع بيحبك العمل/الترفيه : محررة صحفية بجريدة الشرق الاوسط
| موضوع: هل العذراء أُم المسيح أَمْ أُمَّ الله؟ الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:10 am | |
| هل العذراء أُم المسيح أَمْ أُمَّ الله؟
كل بشر له جسد وروح وله أُم لها أيضاََ جسد وروح فهل ذُكِرَ الانجيل إن بشرِِ ما كانت أُمـه امـاََ لروحه؟ وهل يوجد ام واحدة منذ بدء الخليقـة هي ام لروح اي واحد من البشر؟ وكيف يكون هذا إلا إذا دخلنا في المغالطات وعدم الفهم. لأَنَّ جسد آدم قد خلقِ من تراب الارض, واما اجسادنا فتولد بالتكاثر وإنقسام الخلايا, اما أرواحنا, فكما حصل مع آدم نفس الشيء يتكرر مع اي بشر فينا, أي إِنَّ ارواحنا هي من الله وليس من امهاتنا, وهي نفخة من الخالق ذاته, أي جزء منه, ولذا قال الله ولم يفهم إبليس " أنا قلتُ إِنكـم آلهـة" فلا وجود لام بشرية هي ام روح اي واحد فينا او اي بشر لان أرواح ألبشر جميعـاََ من مصدرِِ واحد وهو الله ذاتـه, وهنـا أُذكر بقول الانجيـل بعـد خلق جسد آدم إذ يقول:
التكوين (2-7): ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ ، فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً. 8 وَأَقَامَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي شَرْقِيِّ عَدْنٍ وَوَضَعَ فِيهَا آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.
إِنَّ الفقرة أعلاه تقول "إِنَّ للإنسان جسد خلق من تراب الارض, وروح اودعهُ الله فيه" ولاحظوا إِنَّ الجسد من تراب مادي ارضي ولكن الروح نفخة من الخالق, ولما كانَ للخالق حياة ابدية فكذلك النسمة التي نفخها في الانسان هي جزء من الخالقِ ولها حياة ابدية ولا تموتُ أبداََ. فالله لم يخلق نفختـه لانها جزء منه. وهو روح أزلي أي لا يتنفس الهواء مثلنا.
تك (1– 26): وقالَ اللهُ لِنصنَعِ الإنسانَ على صورتِنا كَمِثالِنا ولِيَتَسَلطُ على سمَكِ ألبحرِ وطيرِ السماءِ والبهائِمِ وجميعِ ألأرضِ وكُلَ ألدباباتِ ألدابَةِ على الارضِ. (27) فخَلَقَ أللهُ ألإنسانَ على صورَتِهِ على صورَةِ أللهِ خَلَقَهُ ذكراََ وأُنثى خَلَقَهُم.
فكل أم هي ام لجسد المولود منهـا وليست امـاََ لروحهِ, وإذا إبتدأنا بالمغالطات وجب على كل بشر القول " إن امي ليست إلا امي بحسب الجسد فقط واما روحي فهي من الله ذاته " وبهذا نبدأ طريقاََ جديدة فنقبل أمهاتنا بحسب الجسد ونتنكر لهن بحسب الروح , وهنا نخالف الوصية التي تقول "أكرم اباك وامك" ولم تقل اكرم جسد اباك وامك فقط. فالإكرام هو للإثنين, إذ لا يمكن الفصل بين جسدهم وروحهم , ومن ثَـمَّ إكرام الجسد من دون الروح , وإلا لوجب علينـا أنتظار موت الاب أو الام لكي نكرم اجسادهم الميتـة.
وهنـا ومع المسيح الرب أيضا لا يمكن الفصل بين جسد المسيح عمانوئيل وروحه اي الله الابن المتجسد لانهم مكملين لوجوده على الارض أي "بالروح والجسد " فهو لم يترك روحه في السماء وجاء ليتجسد وياخذ جسداََ بشرياََ من دون روح. لكن في حالة المسيح إختلف الأمر من ناحيتين:
اولهما بأَنّهُ بلا اب جسدي أي جسده إكتمل من العذراء بقوة الروح القدس بمعجزة إلاهية, ثانياََ روحه ليسَ نفخة او نسمة من الخالق بل هو الاقنوم الثاني اي الابن ذاته, اي الله ذاته, لذا امكنه فداء البشر وتغطية خطاياهم, لأَنَّ تغطية الخطيئة يجب أن تكون بغطاء ابدي وإلا انكشفت بعد حين, وهذا لا يتم إلا بمن لهُ الحياة الابدية في ذاته, اي الله نفسهُ ولا يستطيع غير الله الذي له الحياة الابدية ومنبع الحياة ذاتها من فداء البشر, ولذا وجب التجسد.
اشعيا (7-14): ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها إِنَّ العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه "عمانوئيل"
الاختلاف الوحيد بين المسيح المتجسد " عمانوئيـل " أي الله المتجسد هي إن الله الابن ذاتـه إرتضى أن يصبح يشراََ كواحدِِ منـا, فله بدون مغالطات ولا مماحكـات ولا تأويلات من أي جهة أرضية أكانت, كنسية أو معترضة أو رافضة " هو الله عمانوئيـل يسوع المسيح بجسدِِ بشري آدمي كأي واحد منـا, ولكن روحه لم تكن نفخـة من الله لأَنَّــهُ هـو الله الابـن ذاتـُه. أما نحن البشر فلنا جسد آدمي بشري وامـا أرواحـنـا التي فينـا " فهي نفـخـة من الله الخالق وهي أزليـة لا تموت خالدة خلود الخالق الذي إِنـبَـثَـقَـتْ منـهُ, ولذا كان القصاص أو النعيم ازليـاََ لا ينتهـي أبداََ إن كان في جهنم النار أو في ملكوت السماء!
فإذن لا العذراء هي ام لروح الله القدوس, ولا أم اي واحد من البشر هي ام لروح اي منا, فارواح البشر جميعاََ جزء من الخالق, لكن لم ينبري احد من البشر وقال لأُمهِ انت لستِ امي سوى بالجسد! ولم ولن يفعل المسيح أي الاقنوم الثاني هذا مع أُمه العذراء, فإن أعطانا هو الوصية وهو المثل الاعلى لنا ببشريتهِ, وابوتهِ الإلاهية فكيف سيُخالف وصاياه؟ وهو لم يأتي ليحل الناموس بل ليُكمِلَهُ!
فالعذراء مريم هي والدة المسيح, والمسيح أثناء حياتهِ على الارض كان يشراََ سوياََ مثـل أي واحدِِ منا, إلا أَنَّـهُ كان إلهـاََ متجسداََ في نفس الوقت أيضاََ, وهو لم يستطع رفض أي طلب للعذراء مريم أُمـه أثناء حياته الارضية البشرية لسبب واحد, لأَنَّـهُ في حالة الرفض كان سيكون قد أخلَ في مضمون الوصية الرابعة التي تقول " أكرم أباك وأُمـك" ولو فعـل هذا لحُـسِبَ ذلك عليه خطيئة, وإن اخطأ لم يكن ممكنـاََ لهُ أن يكمل فداء البشر , فالخاطيء لا ينفع أن يكون فاديـاََ.
ونذكر هنا طلب العذراء منهُ أن يأتي بمعجزة لنفاذ الخمر في عرس قانا الجليل:
يوحنا (2-3): ولما فرغت الخمر، قالت أم يسوع له " ليس لهم خمر" (4) فقال لها يسوع " ما لي ولك يا امرأة! لم تأت ساعتي بعد" (5) فقالت أمه للخدام " مهما قال لكم فافعلوه" .
هنا بالحقيقة لو دققنا بالكلام, نجد الرب يُطلق لقب "يا إمرأة" على أُمَّهُ, ولم يقُل "يا أُمي" ليُفهم العالم بأَنَّهُ هو نسل المرأة, الذي يُكمل الوعد والنبؤة بسحقِ رأس إبليس, وكلمة "يا إمرأة" أعادها ايضاََ عندما خاطبَ أُمَّهُ وهو على الصليب ولنفس الغرض.
لكننا لو دققنا في رد المسيح على أُمَّهُ أَكثَر, نفهم منهُ بأَنَّهُ يقول لها "لا ينبغي لي أن افعل هذا, لأَنَّ زماني لم يأتي أو يحينُ بعد" فقد وقع المسيح هنا بين إِختيارين, كلاهما صعب, أَولهُما أَنْ يُلبي طلب والدتهُ, وإلا لأَصبح مخالفاََ للوصية الرابعة, ولو فعل لاصبح لهُ خطيئة تُحتَسَبْ عليهِ, ولن يكونَ بإِمكانِهِ من بعد إِكمال فداء البشر على الصليب. فهو يجب أن يُتِمَّ الفداء, وهو بلا خطيئة في ذاتهِ حتى النفس الاخير, وإلا لبَطُلَ فدائهُ, وألإِحتمال الآخر (ألثاني) أن يُنَفِذ لأُمَّهُ طلبها وهو بهذا يكون قد غير موعد إِكتمال الزمان لظهورهُ للعالم وبدءِ عجائبه العلنية, ومن ثَمَّ قد غيرَ أيضاََ موعد رحيله وقيامتهِ, والفترة الزمنية لوجودِهِ كعمانوئيل معنا على الارض, اي بمعنى آخر قد انقص عمرهُ البشري معنا, اي أنقص فترة تأَنُسَهُ التي قد سبق وحددها بملء الزمان!
وهنا إِختار الرب, إكمال وتلبية طلب والدَتهُ, وتغيير موعد ملء الازمنة.
فهـل يا تُـرى كانت طاعتهُ للعـذراء بطبيعته البشرية أم الالهية؟ ولكنه كان الهاََ متجسداََ لذا قال اشعيا تدعونه عمانوئيـل " اي الله معنـا " ,فإذن وجب عليه طاعة العذراء بصفتيهِ البشرية والالهية وهو على الارض لغاية إكمال فداء البشر, فيا تُرى هل سيتنصل عن هذه الطاعة بعـد قيامتهِ ويتنكر لأُمـِهِ لأنها بشر قبل موتها وبعـده. ولكن الله وهـو ألله تنازل واخذ جسداََ مثلنا ليفدينا لفرط محبتِـهِ للبشر, فهل سيكون أقل محبةََ لوالدتـهِ وهي بشر؟
فهل أم اي فينا هي ام لروحنا ََ؟ طبعاََ لا, لكن لا يمكن الفصل بين أجسادنا وارواحنا ما دمنا موجودين في الحياة! وهكذا السيد الرب ايضاََ, فهل العذراء ام روحهُ القدوس؟ طبعاََ لا, لكن لا يمكن الفصل بين جسدهُ اي ناسوته الذي قَبِلَهُ وروحه, ولا ننسى فهو بعد قيامته قام بجسد إلاهي ممجد, اي غير جسد ناسوته (جسد تواضعهُ) الذي قبل بهِ الفداء إلى جسد روحاني سماوي ممجد, أي لم يتخلى عن ناسوته, بل مجدهُ لكي نتمجد نحنُ المؤمنين مثله تماماََ بعد قيامتنا, فتقوم اجسادنا الارضية الفانية وتدخل أرواحنا فيها ثانية بالقيامة, ثُمَّ تتغير إلى اجساد روحانية سماوية أسوة بالرب لنستطيع ان نرث السماويات, فاللحم والدم لا يمكنهم وراثة السماء وهكذا نكون مع الرب دائماََ, فأين سنتنكر لأُمهاتنا نحن البشر أعلى الارض؟ وعندنا الوصية, ام في السماء؟ كذلك رب المجد, فأين سيتنكر لأُمهُ أعلى الارض عندما كان بيننا؟ أم في السماء وامه معه؟ فهي امه ولا ينفصل ناسوته الممجد عن روحه من بعد! كذلك أٌمهاتنا نحنُ, هم امهاتنا في هذهِ الدنيا وفي الآخرة فلن تنفصل أرواحنا عن أجسادنا السماوية الممجدة من بعد!
1كورنتس (15 – 49): وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ 50 فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. 51 وها إِنّي أكشفُ لكم سِرًّا: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52 فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. 53 لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ 54 وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ "ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ ."
فدانيال رأى السيد, كإبن الانسان, فلماذا حصَلَ هذا؟ أليسَ لاَنَّهُ قد رأى ألإقنوم الثاني بجسدهِ الممجد بعد قيامتِهِ كما في:
دانيال (7- 13): كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه (14) فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لا يزول وملكوته ما لا ينقرض.
أما الكلام هل العذراء هي ام الله ام لا؟ فهذا مغالطات شيطانية لا غير, لأَنَّ الله لما قبل بالتجسد, قبل بالعذراء اماََ لهُ, وقبل بنا نحن البشر إخوةََ له, وقبل بنا أبناء له, وقبل أن نكون نحنُ فيهِ وهو فينا, وان نكون جزء من الوحدة الازلية, الم نكن جزاََ منه قبل نفخ ارواحنا في اجسادنا؟ فهكذا ايضاََ سنكون جزاََ من الوحدة ذاتها والتي طلبها الرب وهو بعدُ على الارض بيننا! الم يقل بذلك في:
يوحنا (17 - 11): أيُها ألآبُ القدوسُ إحفَظ بإسمِكَ الذينَ أعطيتَهُم لي ليكونوا واحداََ كما نحن واحدُُ........ (17) قَدسهُم بِحَقِكَ, إن كَلِمَتِكَ هي الحق.......... (20) ولَستُ أسألُ من أجلِ هولاءِ فقط بل أيضاََ من أجلِ الذين يؤمنونَ بي عن كلامِهم (21) ليكون الجميع واحداََ, كما إِنَّكَ أَيُها الاب فيَّ وأَنا فيك, ليكونوا هُم أيضاََ واحداََ فينا حتى يُؤمنَ العالم أنكَ أنتَ أرسلتني (22) وأنا قد أعطيتُ لهم المجدَ الذي أعطيتَهُ لي ليكونوا واحداََ كما نحنُ واحد (23) أنا فيهِم وأنتَ فيَّ لِيَكونوا مُكَملينَ في الوحدةِ حتى يعلَم العالم إنكَ أنتَ أرسلتني وإنَكَ أحبَبتَهُم كما أحبَبتني.
هذا الكلام رفضَهُ ابليس واستنكره, لأَنَّهُ لم يفهمه"
مزور(8-4): فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده (5) نقصته عن الملائكة قليلا وكللته بالبهاء والمجد (6) سلطته على أعمال يديك وجعلت كل شيء تحت قدميه.
فمن لهُ المجد؟ اليس الله فقط؟ فلا تتعجبوا أنتم أَيُها المفديون؟ " لأَنَّهُ هكذا احب الله العالم حتى بذلَ إبنه الوحيد من اجلهم" الستم ترددون الاية من دونِ فهمها؟ فهذا معناه, إِنَّ الله فداهم بنفسهِ , أَوليسَ الاب والابن والروح القدس إلاهاََ واحداََ ؟ يا قليلي الايمان!!
العذراء مريم لم تكن لتخلص وتصل إلى ملكوت الله بقدرتها وقوتها هي, فقد سبق وقال الله " لا صالح فيكم ولا واحد" فإذن هي بحاجة دم الفداء لتخلص, شأنها في ذلك شـأن كل البشر بما فيهم آدم وإبراهيم والانبياء والقديسين ومن دون إستثناء لكائِـنِِ من كان من البشر أجمعين من آدم وإلى يوم الدين, فلو كان بإمكان أحد من البشر الخلاص من دون الفداء, لما تأَنَسَ الرب وتجسد وقبل الصلب والإهانة!
فالخلاص هو بدم المسيح الفادي فقط , وليس بغيره الخلاص فقد قال " لا يأتي أحد إلى الآب إلا بي, وانا هو طريقُ الحقِ والحيـاة"
فطلب الخلاص ممكن للجميع من دون طلب معونة العـذراء, ولكن لا يخطيء من طلب معونتهـا, فالمسيح لا يمكن ان يرفض لها طلبـاََ ولا أن يتنصـل من أن يكون لهـا إبنـاََ فالله لا زمان لهُ , ليقول عـندما كنت بشراََ أطعتُـكِ أم الآن فلا , وإن كان الزمان لا ينطبق ولا يوثـر فيهِ أو عـليهِ , فكيف سيفصل الله بين فترةِ قبل تجسدهِ واثناء تجسدهِ وبعد صعودهِ وقيامتهِ وهو لا يحده الزمن ولا ينطبقُ عليهِ.
ولكن مصيبة العقل البشري إنَّهم أي البشر لا يستطيعون أن يتخلصوا من عقدة الزمن الذي ينطبق عليهـم , فراحوا يفصلون بين المسيح وامـه العذراء, وقالوا إن العذراء هي ام المسيح عندما كان بشراََ ولكن ليست أم الله, وكأنهم يقولون إن المسيح لم يكن عمانوئيل , أي الله المتجسد , وإن كان هو قَبِلَ أن يتنازل وان يتجسد وان تكون العذراء امـاََ لهُ فما شـأنُ البشر ليقبلوا أو يرفضوا تواضعـهُ أو أن يجدوا صعوبةََ في فهم تنازل الله وتواضعهُ. "
وذهب البعض منهم يتهكم حتى على المسيح وقال مستنكراََ أن يكون الله قد تجسد وقبل جسد مثلنـا وسخر ورفض التجسد " وضحك من عمانوئيـل " الله معنـا المتجسد" وسخر قائلاََ وواصفاََ ومستنكراََ أن يكون المسيح هو الله بحجةِ السوال " كيف يكون الله متبولاََ ؟ " فقد صعب عليهِ في تفكيرهِ البشري المحدود أن يقبل تنازل الله ليقبل جسداََ مثلنـا لمحبتِـهِ لنـا, تماماََ كما حصل لابليس واستنكر هذه المحبة الالهية لبني البشر, فهم لم يفهموا سبب خلق الانسان بعـد؟ ونسوا إنَّ الله قال " أنا قُـلتُ إنكـم الهة" ولم ولن يفهموا معنى هذهِ الكلمات ما داموا لم يفهموا سبب خلق الانسان بعـد!
نعم للعذراء حق الامومة على المسيح بصفتيهِ الالهية والبشرية, فهو منحها هذا الحق عنـدما تنازل الله وقبل أن يتجسد وان يكون بشراََ مثلنـا, فلا تتعجبوا وتسنكروا وتسخروا من حق العـذراء بطلب الشفاعة وهبوبها لمعونـة كل من يطلب منهـا, فهي أم الله عمانوئيـل الذي عاش وجال بيننـا فالله هو هو قبل التجسد واثناء التجسد وبعـده, ولا زمان أو مكان يحدهُ, لا قبلَ الخليقة وهو في أبديتهِ, ولا أَثناء الخلق, ولا بعد القيامة والابدية.
ولمن لا يريد طلب معونة العذراء أو شفاعتهـا لا زال طريق الخلاص مفتوحـاََ فالمسيح لا زالَ فاتحـاََ يديـه لكل من يطلب منهِ فهو قد فـدى كل بشر يطلبْ الفـداء. لكن لا تتنكروا لامه, وتستسهلوا الكلام عليها وتطعـنوا بها, فاحذروا إحذروا " إنَّـهُ لم يكن يومـاََ عاقاََ بوالديـهِ! وهو إِلهُُ غيور وأولها على أُمِهِ وعلى كرامتها, ومكانتها, فإن تكلم احد على أُمهاتكم الارضيات, تُقيمون الدنيا ولا تُقعدوها, فما تعتقدون سيفعل الربُ بكم, وأي دينونةََ سيُدينكم وانتم تفغرون الشفاه على أُمَّهُ هو بِذاتهِ, وبكلِ وقاحة!
هذا وقد حباني الله أن ارى الآب والابن والروح القدس, والعذراء مريم وأن اكونَ بمعيتهم وبحضرتهم في وضح النهار ولمدة أكثر من نصف ساعة وأنا بحدود التاسعة من العمر, واروني خلالها أشياء حصلت بعد عدة سنين, وأشياء أُخرى لا زالت تحدث إلى وقتنا الحالي, وما رأيته من إكرام الخالق للعذراء لا يمكنكم حتى تصوره, أو فهمه! فأحذروا إحذروا, فالله بالرغم من شدة محبتهِ لنا, إلا أَنَّهُ كالسيف القاطع في كلامه, وتصرفاته, لذا قيل, "إِنَّهُ إله غيور" فإحذروا حدودَ الله! لا تلعبوا بالنار! | |
|