الأصحاح السابع
أية 1:
" 1 وقال الرب لنوح ادخل انت وجميع بيتك الى الفلك لاني اياك رايت بارا لدي في هذا الجيل "
وقال الرب: الرب هو يهوة ولاحظ أن العمل هنا عمل حب ورعاية فيستخدم الروح القدس لفظ الرب. وحينما يتكلم عن الطوفان المهلك يستخدم لفظ الله (13،12:6).
أدخل: هذه تساوي تعالوا إلي يا جميع المتعبين… وتساوي من يعطش فليأت إليَ….
وجميع بيتك: هذه تساوي "الموعد هو لك ولبيتك" المهم أن الجميع يكونوا في المسيح، العالم مصلوب لهم وهم مصلوبين للعالم. أما لو أحب أحدهم العالم بعد ذلك لهلك.
باراً: ما أجمل أن يشهد الله لأولاده. والله لا يشهد فقط بل يدبر كل شئ لأولاده فالله إهتم بتحديد نوع الخشب وأبعاد الفلك وطلاؤه بالقار وتموينه بالطعام….. ويري البعض أن نوح بقي 120 سنة في إنذار الأشرار، وهو يبني الفلك أمام أعينهم ليؤكد لهم صدق إنذارات الله ويعتمد القائلون بهذا علي الآية (3:6) راجع تفسير أية 6 أيضاً. ولكن من المؤكد أن نوح كان موضع سخرية الناس وهو يبني فلكاً ليهرب به من طوفان ظنوه وهماً.
أية 2:
" 2 من جميع البهائم الطاهرة تاخذ معك سبعة سبعة ذكرا وانثى ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وانثى "
البهائم الطاهرة: لاحظ أن شريعة موسي لم تكن قد حددت في هذا الوقت البهائم الطاهرة وغير الطاهرة. لذلك فهذه الأية تثبت أن التقليد الذي تعمل به كنيستنا صحيح. فقد تسلم آدم هذه الشريعة شفاهة من الله وسلمها لأولاده ووصلت لنوح. ونلاحظ أن البهائم الطاهرة آخذ منها سبعة لأنه سيأكل منها ويقدم منها ذبائح.
أية 3:
" 3 ومن طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا وانثى لاستبقاء نسل على وجه كل الارض"
كل الأرض: رأي بعض الدارسين أن الفلك بحجمه هذا لا يمكن أن يحمل كل حيوانات العالم وطيوره. ويقولون أن الطوفان كان محلياً فهو أفني كل الجنس البشري ما عدا نوح وعائلته وكل حيوانات المنطقة التي كان بها بشر. أما القارات البعيدة فإستمرت فيها الحياة الحيوانية ولم تتأثر. ويؤكدون هذا بأنه قيل عن يوسف أن كل الأرض جاءت لتشتري منه قمحاً تك 57:41) وكان المقصود البلاد التي حول مصر. وفي لو 1:2 يقول إكتتبت كل المسكونة والمقصود كل الدول الخاضعة للحكم الروماني.وهذا رأى صحيح.
أية 4:
" 4 لاني بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما واربعين ليلة وامحو عن وجه الارض كل قائم عملته "
سبعة أيام: هي المدة التي إستغرقها نوح في إدخال الحيوانات إلي الفلك.
أربعين يوماً: هي ذات المدة التي صامها المسيح وموسي وإيليا. وقد تشير هذه المدة لأنها مدة إنسحاق وتذلل أمام الله حتي يعطي خيراته. وهكذا كانت فترة الإنذار لنينوي وفترة الـ 120 سنة هي 3×40 سنة. هي فترة إنذار بالتوبة حتي لا يهلكهم الطوفان وبينما إستغل شعب نينوي فرصة الأربعين يوماً وتابوا فشل الناس أيام نوح وهلكوا فهى فترة أو فرصة يعطيها الله يعقبها إما خيرات أو عقوبات. لذلك هي تشير لفترة حياتنا علي الأرض وعلينا أن نختفي في الفلك حتي ننجو.
أية 6:
" 6 ولما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض "
قارن مع أية 32:5 فقد قيل أن عمر نوح كان 500 سنة وهنا نسمع أن عمره كان 600 سنة وقت أن دخل الفلك. لذلك تقدر مدة بناء الفلك ما بين 100 –120 سنة.
أية 9:
" 9 دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا وانثى كما امر الله نوحا "
نوح يتحرك نحو الفلك ويستغرق 7 أيام إشارة للكنيسة التي تفتح أبواب الرجاء لكل إنسان كل أيام الأسبوع. ولاحظ أن نوح وأولاده لم يكن لكل واحد سوي زوجة واحدة.
أية 10 :
" 10 وحدث بعد السبعة الايام ان مياه الطوفان صارت على الارض "
يفسرون الطوفان علمياً بهبوط قشرة الأرض لأسفل وبذلك تكون أسفل من مستوي البحار. ثم بحركة عكسية تصعد الأرض فتنحسر المياه وتتراجع إلي البحار. وقال بعضهم أن الأرض تفتحت وخرجت منها المياه الجوفية. وقد أمكن إثبات حدوث الطوفان جيولوجياً فقد وجد طبقات طمي ومن تحتها ومن فوقها طبقات أحجار بل حددوا ميعاد هذا الطوفان بسنة 3200-3400 ق.م. وهي نفس الفترة المحددة حسب التقويم العبري.
أية 11 :
"11 في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء "
إنفجرت كل ينابيع الغمر العظيم: إذا الطوفان لم يكن نتيجة المطر فقط، بل صارت الأرض وكأنها مجموعة من العيون والينابيع تفجر ماء بلا حساب.
أية 16:
" 16 والداخلات دخلت ذكرا وانثى من كل ذي جسد كما امره الله واغلق الرب عليه "
وأغلق الرب عليه: من ناحية ليحميهم من الطوفان. ومن ناحية أخري فهي تشبه مثل العذاري فالمستعدات دخلن ثم أغلق الباب. فالآن أغلق الله الباب وحتي لو أراد أحد الأشرار أن يدخل سيمنعه الله الذي أغلق فهو يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح. وبعد أن ينتهي زمان غربتنا يغلق الباب. (رؤ 7:3) والله فتح لنا باب الفردوس بمفتاح صليبه لكي ندخل معه وفيه بشركة أمجاده وهو يغلق علينا معه أبدياً فلا يتسرب العدو الشرير إلينا. وهذه العبارة هي نموذج لإيمان كنيستنا في موضوع الجهاد والنعمة. فهل كانت التكنولوجيا المتوفرة أيام نوح تسمح ببناء فلك يقاوم المياه من فوق ومن تحت كأنه غواصة. لقد ترك الله نوحاً يجاهد في البناء علي قدر إستطاعته وهذا هو الجهاد (هذا يساوي خمس أرغفة وسمكتين). ثم إغلق الرب عليه بنعمته (وهذا يساوي إطعام الألاف).